أصدرت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC) (www.ITFC-IDB.org)، عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تقريرها السنوي لعام 2024 تحت عنوان "بلوغ آفاق جديدة"، والذي يوثق عامًا محوريًا اتسم بنمو كبير في عمليات التمويل، وتوسّع ملحوظ في الأثر الجغرافي، ومواصلة الالتزام بدعم التنمية المستدامة والشاملة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. 

وقد أظهرت المؤسسة مرونة عالية واستجابة فعّالة للتحديات الجيوسياسية والاقتصادية خلال عام 2024، مع تركيز استراتيجي على تمويل وتنمية التجارة، إلى جانب دعم أولويات التنمية الوطنية للدول الأعضاء. 

أبرز ما ورد في التقرير السنوي لعام2024: 

اعتمادات قياسية في مجال تمويل التجارة 

• بلغت قيمة التمويلات المعتمدة 7.3 مليار دولار أمريكي موزعة على 110 عملية في 26 دولة، أجمالي سحوبات بلغ 6.7 مليار دولار. 
• تم تخصيص 38% من إجمالي التمويل المعتمد للدول الأعضاء الأقل نموًا، مما يعكس التزام المؤسسة بالتنمية الشاملة. 
• وُجّه نحو 41% من التمويلات (ما يعادل 3 مليارات دولار) إلى قطاعات غير الطاقة مثل الزراعة والصحة والخدمات المالية. 
• نجحت المؤسسة في حشد 4.2 مليار دولار أمريكي من خلال عمليات تمويل جماعية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، وهو ما يمثل 57% من إجمالي التمويلات. 

تعزيز التجارة البينية بين دول منظمة التعاون الإسلامي: 

• تم تخصيص 4.85 مليار دولار أمريكي لتعزيز التجارة البينية للدول الأعضاء، بزيادة 6.5% مقارنةً بعام 2023. 
• شكّلت اعتمادات التجارة البينية 67% من إجمالي عمليات تمويل التجارة للمؤسسة، مما يعزز دورها في دعم التكامل الاقتصادي والتعاون الإقليمي. 

دعم القطاع الخاص: 

• في إطار جهودها المستمرة لدعم القطاع الخاص، اعتمدت المؤسسة 1.2 مليار دولار أمريكي لدعم نمو القطاع الخاص، بزيادة قدرها 14% عن العام السابق. 
• شمل هذا الدعم 47 مؤسسة مالية، منها 19 عميلًا جديدًا في إفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى. 

تعزيز الأمن الغذائي: 

• قدمت المؤسسة عمليات تمويل تجارة معتمدة بقيمة 1.75مليار دولار أمريكي لدعم الزراعة والأمن الغذائي في 10 دول أعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. 
• منذ إطلاق برنامج الاستجابة للأمن الغذائي التابع لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية (FSRP) في عام 2022، حشدت المؤسسة تمويلات بقيمة4.73 مليار دولار أمريكي، متجاوزة التزامها الأول البالغ 4.5 مليار دولار أمريكي. 
• ساهم هذا التمويل في تمكين الدول الأعضاء من تأمين إمدادات مستقرة من السلع الغذائية الأساسية، والحد من تقلبات الأسعار، وتعزيز قدرة القطاعات الزراعية على الصمود. 
• على سبيل المثال، في طاجيكستان وحدها، ساعد تمويل الأمن الغذائي الذي قدمته المؤسسة في الوصول إلى أكثر من 200,000 أسرة، أي ما يقارب 900,000 فرد، من خلال ضمان الحصول على سلع أساسية مثل القمح والسكر والزيوت النباتية.  

التزام متجدد بالاستدامة: 

• أطلقت المؤسسة في أكتوبر 2024 أول سياسة بيئية واجتماعية، تضمنت خطة عمل لمدة 10 سنوات، واستراتيجية لتقليل الانبعاثات الكربونية خلال 5 سنوات، إلى جانب تعزيز ممارسات الحوكمة المؤسسية وإدماج مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) في عملياتها. 

تصنيف دولي مرموق: 

• احتلت المؤسسة موقع الريادة ضمن المؤسسات المالية الإسلامية بصفتها "منسقًا رئيسيًا" و"مديرًا مفوضًا" لعمليات التمويل الإسلامي المشترك، بحسب تصنيفات "ريفينيتيف" و"بلومبرغ"، ما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في المؤسسة ومكانتها العالمية. 

البرامج الرئيسية للمؤسسة في 2024: 

• برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية: دعم البرنامج بشكل فعّال تطوير سلاسل القيمة الإقليمية من خلال تنظيم اجتماعات ثنائية موجهة بين الشركات (B2B)، وإطلاق أول برنامج للمعايير الخاصة بالنسيج والجلود في إفريقيا، مما مهّد الطريق نحو تحسين الجودة وتعزيز التنافسية في القارة. 
• برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الأفتياس 2.0): شهدت المبادرة تقدمًا في تنفيذ 21 مشروعًا جاريًا في الدول العربية، مع تركيز استراتيجي على خلق فرص العمل، وتيسير التجارة، وتطوير الصادرات. وتواصل هذه المبادرات تمكين الاقتصادات المحلية وتعزيز القدرات التجارية الإقليمية.  
• برنامج ربط التجارة بين دول أسيا الوسطى: يهدف إلى تعزيز التكامل الإقليمي بين ست دول من آسيا الوسطى عبر مشاريع تنموية في مجالات الزراعة، وجذب الاستثمارات، والأمن الغذائي. 
• برنامج تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للمؤسسة: توسّع في غرب إفريقيا وأُطلق رسميًا في الكاميرون، مع التركيز على تسهيل وصول هذه المؤسسات إلى التمويل والخدمات الاستشارية، ودعم النمو الاقتصادي الشامل. 

حلول متكاملة وتدخلات موجهة: 

نفذت المؤسسة مجموعة من المبادرات المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الدول الأعضاء، ضمن نهج تنموي متكامل. شملت هذه الجهود: 

• برنامج تنمية صادرات البن في إندونيسيا، لتعزيز الزراعة المستدامة. 
• ورش عمل حول التمويل الإسلامي في نيجيريا وطاجيكستان وأذربيجان. 
• دعم فني لقطاع الكهرباء في توغو ومالي. 
• إطلاق شهادات منشأ إلكترونية لتسهيل التجارة عبر حدود غرب إفريقيا. 

وتؤكد المؤسسة التزامها المتواصل بمواكبة أولويات الدول الأعضاء، من خلال الابتكار وبناء الشراكات وتقديم حلول تمويل تجارة فعّالة تضمن تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة في دول منظمة التعاون الإسلامي.